بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأربعاء، 28 أبريل 2010
في ضيافة فضيلة الشيخ حسن موسى رضي الصفار
من الجميل ان تتجدد الذكريات و العلاقات بين ابناء البلد الواحد، وخصوصا عندما تكون هذه العلاقة اصيلة و ذات جذور تاريخية عميقة، فهذه الاستضافة الكريمة من قبل فضيلة الشيخ حسن بن موسى بن الشيخ رضي الصفار، تعيد الذكريات الى العلاقة التاريخية القديمه التي كانت تربط الاباء و الاجداد، فقد كان جدنا فضيلة الشيخ السيد ابراهيم بن السيد صالح السادة قاضي السنة في مدينة القطيف صديقا لفضيلة الشيخ رضي الصفار جد فضيلة الشيخ حسن، و كثيرا ما كنا نسمع من الاباء عن الاجتماعات و الزيارات المتبادلة و خصوصا تلك التي كانت تحدث في يوم الجمعة من كل اسبوع حيث يجتمع الشيخان و يتناقشان في امور اللغة و الادب، لذا فان هذه الزيارة في اعتقادي ما هي الا تجديد و تاكيد لتلك العلاقة الطيبة التي تربط ابناء البلد الواحد.
يمين الصورة فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار ثم -جلال - ثم السيد خالد بن السيد صالح بن السيد ابراهيم السادة
شعر عبد الله جاسم عبيد من عرب بندر نابند
الهـُويـَّة:
جاء مصطلح الهوية في اللغة العربية من كلمة : هو.
الهوية هي مجمل السمات التي تميـّز شيئاً عن غيره أو شخصاً عن غيره أو مجموعة عن غيرها. كلّ منها يحمل عدة عناصر في هويته. عناصر الهوية هي شيء متحرك ديناميكي يمكن أن يبرز أحدها أو بعضها في مرحلة معينة وبعضها الآخر في مرحلة أخرى.
الهوية الشخصية تعرّف شخصاً بشكله واسمه وصفاته وسلوكه وانتمائه وجنسه.
الهوية الجمعية ( وطنية أو قومية) تدلّ على ميزات مشتركة أساسية لمجموعة من البشر، تميّزهم عن مجموعات أخرى. أفراد المجموعة يتشابهون بالميزات الأساسية التي كوّنتهم كمجموعة، وربما يختلفون في عناصر أخرى لكنها لا تؤثر على كونهم مجموعة. فما يجمع الشعب الهندي مثلاً هو وجودهم في وطن واحد ولهم تاريخ طويل مشترك، وفي العصر الحديث لهم أيضاً دولة واحدة ومواطنة واحدة، كل هذا يجعل منهم شعباً هندياً متمايزاً رغم أنهم يختلفون فيما بينهم في الأديان واللغات وأمور أخرى.
العناصر التي يمكنها بلورة هوية جمعية هي كثيرة، أهمها اشتراك الشعب أو المجموعة في: الأرض، اللغة، التاريخ، الحضارة، الثقافة، الطموح وغيرها.
عدد من الهويات القومية أو الوطنية تطور بشكل طبيعي عبر التاريخ وعدد منها نشأ بسبب أحداث أو صراعات أو تغيّرات تاريخية سرّعت في تبلور المجموعة. قسم من الهويات تبلور على أساس النقيض لهوية أخرى. هناك تيارات عصرية تنادي بنظرة حداثية إلى الهوية وتدعو إلى إلغاء الهوية الوطنية أو الهوية القومية.
الثلاثاء، 27 أبريل 2010
تاريخ السيطرة الاوربي على الخليج العربي بعد سقوط البرتغالييون
وكنتيجه حتميه لهذا الظروف السياسية و الاقتصادية التي فرضها الحضور الاوربي في الخليج العربي
الاثنين، 26 أبريل 2010
الشيخ عبيد المطروشي "الكبير" مؤسس اسرة آل مذكور

قصة الشيخ عبيد الكبير نقلا عن
مخطوطة الذخائر في تاريخ البنادر
في الوقت الذي كان فيه البرتغاليون يحتلون سواحل الخليج العربي كان في الخليج عدد من الربابنه الكبار المشهورين منهم الربان الشهير شهاب الدين احمد بن ماجد و الربان سليمان المهيري و الربان عبيد بن مذكور المطروشي و غيرهم و هذا الاخير هو جد المشايخ المشهورين "بآل مذكور" الذين كانوا عبارة عن طائفة من العرب اصلهم من اكابر اهل نجد و اعاظمهم رحلوا الى عمان ثم الى البحرين قرابة سنة 1020هـ وفي هذه السنه تحديدا كتب الشاه عباس الصفوي الى بعض العلماء يطلب منهم ارسال ربان عارف بشؤون البحار بحيث اليه ليسأله عن حالات الجزائر و الثغور فارسل اهل البحرين الشيخ عبيد بن مذكور المطروشي الذي سافر من البحرين حتى وصل الى اصفهان فاجتمع بالشاه عباس الصفوي وتحدث معه الشاه بكيفية فتح بعض الجزائر و الامكنه االواقعه في بحر فارس كمسقط و البحرين و القطيف و الاحساء و غير ذلك ... كانت هذه الموانئ و الجزائر في تلك الفترة واقعة تحت يد القوات البرتغاليين فسأل الشاه عباس الشيخ عبيد المطروشي عن التدبير في هذا الامر، وامره ان يبين له حالات الجزائر و الخليج و ما يتعلق بهما .
الشيخ عبيد بن مذكور المطروشي في بلاط عباس الصفوي:
سأل الشاه عباس الشيخ عبيد المطروشي عن حالات البحار و الجزائر وما يتعلق بها فأجابه الشيخ عبيد بالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد فبحر الهند يسمى بالبحر الحبشس فهو من اعظم البحار و يتشعب من هذا البحر خليجان الى البحر عظيمان احدهما بحر فارس (الخليج العربي) وفيه جزائر و شبه جزائر منها يظهر وفيه قلعه من أعجب قلاع الدنيا يقال له سلخ وهو من بناء الهراسيب الكناني ثم جدده شابور الاردشيري وكان اهاليه من اليونان فتحه عثمان بن العاص الثقفي وهذه القطعه من شمالها الى جنوبها ثلاثة فراسخ و على طرف شماله بساتين بديعه و قلاع غريبه اكثرها مخربه فهو قليل الماء كثير البساتين و الاشجار اكثرها القطن و العنب و التين و في سنة 205هـ كثر المسلمون فيها وكان فيها شجر من العنب ثمرتها ثلاثمائة منا تبريزيا وهو من عجائب الدنيا و كان عدد المقتولين من جنود الاسلام فيها 20000 الف وفي تلك السنة وقع الحرب بينهم و أهل البحرين وهجر اغلب الهالي البحرين الى (ريظهر) وعلى الحملة وفي هذه الشعبه من البحر وقعت جزائر و شبه جزائر مثل البحرين و خارك و خاركو وهرمز و قشم و قيس و ام السلام و جزيرة القشم و جزيرة الغيلم و بوشعيب و ابو موسى و شطران و توقيع و فرور و هندرابي و هنجام و ابيض وام المكارم وام النخيل و ام الحطب و ابو علي و ابو سعفه و دمام و دلمه و حالول وعوالي فارس و قرتين و قران و جزيرة الحسان وغير ذلك من الجزائر الصغار و اعلم ان بحر الصين و الهند و فارس و اليمن متصله مياهها غير منفصله الا ان هيجانها وركودها مختلف لاختلاف مهاب رياحها و اثار ثورنها فبحر.....
قريبا تكملة القصة.....
آل سلهام ... خطأ تاريخي

الأحد، 25 أبريل 2010
شهادة سمو الامير تركي الفيصل، القبائل العربية في الساحل الشرقي
القبائل العربية في الساحل الشرقي هم حلفاء الدولة السعودية و القاسمية و كان لهم دور عظيم في الحرب ضد الاحتلال الاوربي لذا يذكر لوريمر في كتاب دليل الخيلج، القسم الجغرافي الجزء السابع صفحة 2316.
1. المرازيق: 1500 نسمة في لنجه و مغوه و بستانه و هم (وهابيون)، يدعون انهم من قبيلة العجمان من الجهة العربية.
2. العبيدلي: 1500 نسمة في جزيرة هندرابي و جيرو و هم سنيون يدعون انهم فرع من سلالة عبده من شمر نجد، وفروعهم بوعلي و ال بو علي و ال بو حسين و مغائر و محافر و بن مهنا و بن مقبل و بو سليمان و ال سعيد.
3. ال علي: 3500 نسمه في جارك و تاونه و جزيرة قيس وهم سنيون وفروعهم ال خزام و ال مفلح و ال بو ميش و ال عبد الله.
3. بني حماد: 200 نسمة في مقام و مرباخ و هم يدعون انهم من سلالة قحطان العربية.
4. آل حرم: 2000 نسمه في عسلو و نابند وهم سنيون هاجروا من جوار مكة المكرمه قبل 5-6 اجيال .
5. ال نصور: في كابندي.
اما عن هذه القبائل العربية في المصادر الفارسية فهي كالتالي:
جاء في كتاب " فارسنامة ناصري " ( الكتاب القيم جدا و الغيير مترجم للعربيه ) عن القبائل العربيه المستوطنه في بر فارس .
طوائف ممالك فارس المتفرقة:
(1) طائفة آل حرم : قبيلة عربية هاجرت من بر عمان الى بر فارس منذ زمن بعيد و استوطنت بالقرب من مدينة بيذخان الواقعة في منطقة بني مالك . عمرت بندر اعسلو ، و حكم تلك المنطقة كان و مازال في ايدهم . سبق و ذكرناهم في موضوع ديار منطقة بني مالك . و يتكلمون اللغة العربيه لحد الان .
(2) طائفة آل بوخميس : قبيلة عربية هاجرت من بر نجد و استقرت بالقرب من منطقة رامهرمز و رغم قساوة الصيف و الشتاء لم يتروكوا المنطقة ابد و كانوا يعيشون حياة بدويه في خيم سوداء و مصدر رزقهم كان تربية الابل و الاغنام و الزراعه ... و مازال يتكلمون باللغة العربيه .
(3) طائفة آل نصور: عدد و مجموعه من العرب اللذي هاجروا من بر عمان الى السواحل الخليج الفارسي منذ زمن بعيد و استوطنوا بالقرب من بندر سيراف و ايضاً قاموا بعمران مدينة كنكون و حكموها و مازالوا متمسكين بحكم تلك المنطقة و لغتهم العربيه .
(4) طائفة التميمي و المالكي : القبيلتين من عرب بر عمان هاجروا الى سواحل بحر فارس و استقروا في منقطة المالكي ، و جميهم من اهل القرى و هالقبيلتين مخلوطين و متداخلين في بعض و محد يقدر يمييزهم من بعض الا الخبير في ذالك . و مصدر رزقهم الزرع و النخيل و ايضاً مازالوا يتكلمون اللغة العربيه .
(5) طائفة الحمادي : قبيلة من عرب برعمان ، استوطنوا منطقة شيبكوة و جميعهم من اهل القرى (قرويين ) و مسكنهم قرية مرباغ و رستاق في شيبكوه و مصدر رزقهم الزرع و النخيل و لسانهم مازال عربي .
(6) طائفة الدموخ : قبيلة من اعراب بر نجد و جميعهم قرويين و مقرهم في قرية " جاه كوتاه " و توابع مناطق ابوشهر و لسانهم عربي .
(7) طائفة الشريفات : قبيلة من اعراب بر نجد و يعيشون في بندر " هنديان " و على نهر " زيدون " و كانوا يعيشون داخل الخيم السوداء و يتعبرون العيشة وسط البيوت عار لهم . و حكموا تلك المنطقه و مصدر رزقهم كان من الماديات و الانعام و الزراعه و لسانهم ايضا عربي .
(8) طائفة الشيري: قبيلة من اعراب بر عمان و استوطنوا مناطق قرزه (كرزه ) و قلات (كلات ) من توابع منطقة شيبكوه و مصدر رزقهم من تربية الانعام و الزراعه و ايضا لسانهم عربي .
(9) طائفة العبيدلي : قبيلة من اعراب بر عمان ، جميعهم قرويين و يسكنون قرية حميران و ضواحيها في منطقة شيبكوه و معيشتهم من الزراعه و النخيل و يتكلمون اللغة العربيه .
(10) طائفة المرزوقي المالكي : قبيلة اللتي متداخله و مختلطة مع قبيلة بني تميم و يسكنون مناطق بني مالك.(11)
طائفة المرزوقي : من اعراب بر عمان و جميعهم قرويين و مساكنهم في قرية مغوه و توابعها في منطقة شيبكوه و لسانهم عربي و مصدر رزقهم الزراعه و الملاحة .
(12) طائفة الهشوش : جميعهم يعيشون في خيم و من عرب بر نجد ، و مسكنهم بالقرب من بندر " هنديان " من مناطق الفلاحي و مصدر رزقهم من تربية الابل و الماديات و الانعام و يتكلمون اللغة العربيه.
المصدر :
كتاب فارسي قيم و نادر ( فارسنامة ناصري ) ص 1616 ، 1617 تأليفحاج ميرزا حسن حسيني فسائي / ترجمة : ابن الرمس ، موقع عرب الساحل الرسمي
السبت، 24 أبريل 2010
The countries and tribes of the Persian Gulf (1919)

ترجمة اجزء من كتاب المؤرخ الانجليزي (مايلز) الذي يعتقد بان الهوله عشيرة خليجية عظيمة ذكرت في الكتاب المقدس (سفر التكوين) و ان اسمها القديم الذي لا يزال مستخدم (هوله) هو الاسم نفسه الذي اشتهرت به الجزيرة الكبرى (اوال - هول) المعروفة اليوم بالبحرين و النسبة اليها (اوالي - هولي)....
الجزء الاول من الكتاب:
About the year 1758-59 the imam, having consolidated his power and gained complete
ascendancy over the oman tribes, was able to undertake operations in al-sirr, generally known as the pirate coast, in order to reduce to subjection the joasmees and other war like tribes, who had hitherto remained entirely independent. The joasmees, who are a branch of the grate Hawala clan, occupying the Persian coast from Gombroon to Ras Berdistan, was so named after sheikh kasim, the grandfather of the notorious sheikh Rashid bin muttar, who ruled at this time and who resided at jufar or ras al-khyma.
Page 269
قرابة العام 1758-59 جمع الامام قواته المكونه من القبائل العمانية وقام باجراء عدد من العمليات في "الصير" المعروفه عموما على انها ساحل القراصنة، بهدف تقليل و اخضاع القواسم و بقية القبائل المقاتله و التي هي وحتى الان مستقلة تماما، القواسم هم فرع من عشيرة الهوله العظيمة، المسيطرة على الساحل الفارسي من جمبرون (بندر عباس) الى راس بردستان، و التي سميت نسبة الى الشيخ قاسم الجد الكبير للشيخ راشد بن مطر الحاكم الحالي لهم و المقيم في جلفار او راس الخيمة.
الصفحة 269
وكالة أنباء البحرين

http://www.bna.bh/?ID=166800
بتاريخ: 22/04/2010
كتبت/ سناء صقر
المنامة في 22 ابريل / بنا / اوصى الملتقى العلمي الحادي عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بضرورة الإسراع في ارسال بحوثهم والأخذ بملاحظات المحكمين والاسراع في إرسال طلبات رغباتهم في حضور الملتقيات على ان تكون جميع المراسلات بداية العام القادم عن طريق البريد الالكتروني كما فتح باب التبرع للجمعية حيث كان اول المتبرعين العضو الدكتور فيصل الكندرى .
جاء ذلك خلال اختتام الجمعية العمومية للملتقى العلمي الحادي عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي احتضنته البحرين للمرة الثالثة تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الاعلى للشئون الاسلامية والرئيس الفخري لجمعية التاريخ والاثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مساء أمس بحضور رئيس الجمعية د . على منصور ال شهاب و الأمين العام د . احمد الزيلعى واعضاء مجلس الادارة .
من جانبة قال السيد احمد الزيلعى ان الأمين المالي بمجلس إدارة جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ان مملكة البحرين تبرعت باكثر من 99 الف دينار للجمعية واعضاء الجمعية من دول مجلس التعاون تبرعوا بخمسين الف دينار .
مثمنا استضافة مملكة البحرين للملتقى .
من جهته قال رئيس الجمعية د . علي منصور ال شهاب ان القيادة والحكومة في البحرين يشيدون بجهود الجمعية وهم علي اتم الاستعداد لتقديم الدعم والعون للجمعية وذلك لتمكينها من اداء رسالتها .
مثمنا جهود مستشار سمو رئيس الوزراء للشئون الثقافية سعادة السيد محمد المطوع .
وقد ضمت الجلسة الرابعة من الملتقى تقديم عدد من الاوراق للدكتور محمد بن سعد المقدم حول العلاقات العمانية الهولندية في التاريخ الحديث وورقة للاستاذ جلال الهارون الأنصاري وورقة اخرى من مملكة البحرين حو ل " التجربة المتحفية الجديدة واثرها " على الأستثمار الثقافي بالبحرين" للدكتورة نجاح حميد صنقور واختتمت جلسات الملتقى بورقة للدكتور امل ابراهيم الزيانى .
// بنا // س ص خ ا بنا 1848 جمت 22/04/2010
الاثنين، 19 أبريل 2010
الهوله (Havilah) في الكتاب المقدس

الأحد، 18 أبريل 2010
قاذفت كرات التنس
صلّى ابن سعود بمسجد «بن خاطر» فزاره عيسى بن علي

جلال الهارون الأنصاري:
السبت، 17 أبريل 2010
صدور العدد 57 من مجلة الواحة
فيها نواصل الحديث عن قلاع المنطقة الشرقية و في هذا العدد تحدثنا عن (قلعة العماير) بجزيرة جنه شمال الجبيل
جلال خالد الهارون الانصاري
الخميس، 15 أبريل 2010
تفسير مصطلح (هوله) في الكتاب المقدس او سفر التكوين..

الثلاثاء، 13 أبريل 2010
القاسمي: آمل من «سرد الذات» أن يعيد معه القراء إحياء تجاربي

الأربعاء - جدة
ضمن الكتب المطروحة في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يختتم يوم السبت المقبل قدمت «منشورات القاسمي» كتاب «سرد الذات»، وهو عبارة عن قصة حياة شاب كتب فصولها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. متيحا للقراء فرصة التعرف على الأحداث التاريخية الكبيرة التي شهدتها المنطقة من الأربعينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي، كما ستثير فضولهم للتعرف إلى المزيد من المنعطفات المهمة التي عاشتها إمارة الشارقة خصوصا، والخليج والعالم العربي عموما، ومن ذلك المدّ القومي العربي والتطور الثقافي والتعليمي السريع في الإمارة.وكشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عن مبتغاه من طرح هذا الكتاب بقوله: «إنني آمل من وراء نشر هذا الكتاب أن يعيد القراء إحياء تجاربي، وأن يتعرفوا على المزيد بشأن تلك الحقبة التاريخية. مشيرًا إلى انه وثّق في هذا الكتاب لـ(26) عاماً من التاريخ الشامل لعائلته وشعبه ودولته.
كتاب جديد للشيخ القاسمي (وصف قلعة مسقط وقلاع اخرى)

إبراهيم الملا
وهذا المؤلف الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر يتنازع على حقوقه أكثر من مؤلف، وهو يتعرض إلى بدايات فترة الاستعمار البرتغالي للهند الشرقية ولمنطقة الخليج.
ويعرج الكتاب على بعض المدن والثغور على الساحل العربي في الخليج وساحل عمان والتي انضم بعضها إلى الإمارات وبشكل خاص إلى إمارة الشارقة، وكعادته عندما يتناول صاحب السمو أي وثيقة فإنه يلجأ إلى المصادر المتوفرة بأكثر من لغة وبالنسبة لهذا المصنف الجغرافي فهناك وثائق في إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، حيث وقف صاحب السمو في تحقيقه على نسخة المكتبة البريطانية في المخطوطة رقم (197) وهي التي عكف على بناء تحقيقه العلمي عليها، فعاد بها إلى الجغرافي البرتغالي (بيدرو باريتوا دي ريسنده) ومن هذا الجغرافي اختار قلاعاً برتغالية على ساحل عمان وهي مسقط، قريات، مطرح، السيب، بركا، صحار، كلباء، خورفكان، البديه، مدحا، ودبا.
document.write('');
وأشار الكتاب إلى علاقات التعايش والتجارة وأنواعها في المناطق العربية وحتى مناطق الغوص والسفن والنواحي الصحية وخلافه، مما يفتح للباحثين إمكانيات الدراسة والتنقيب في مسالك معرفية مختلفة ومتغيرات تاريخية وعبر القرون.
كما أن هذا التحقيق يشير إلى أهمية النظرة العلمية والتدقيق الفاحص في المعلومات التاريخية التي تأتينا من مصادر استعمارية تظهر العرب في غير صورتهم وتقدم معلومات مشوهة وغير حقيقية أو مسيئة، مما يعني أن استخدام وسائط البحث العلمي والتمحيص الدقيق للمعلومات ولو صغرت يصبح ضرورة ملحة حتى لا نصدق كتباً قد تلقي بظلال خاطئة على تاريخ الأجداد.
الاثنين، 12 أبريل 2010
البحرين في القرن الثامن عشر »2« لا تبعية بحرينية لفارس تاريخياً

يصعب فصل تاريخ البحرين في القرن الثامن عشر عن مجمل الأوضاع السياسية في الخليج العربي، فقد مارست القوى البحرية العربية الرئيسة دوراً هاماً في حكم البحرين وتولي شؤونها الإدارية والتجارية. وقد ارتكب العديد من المؤرخين خطأ كبيراً لدى وقوعهم في تكرار ما أوردته بعض المصادرعن تبعية البحرين لفارس. فالدولة الصفوية لم تمارس حكماً مباشراًعلى الموانئ والجزر في الخليج العربي، وإنما اعتمدت نظاماً إدارياً خولت فيه القوى العربية إدارتها نظير دفع ضريبة سنوية. وبرز في تلك الفترة منصب ''شاه بندر'' الذي كان يخول صاحبه استئجار حق جمع الضرائب الجمركية من ميناء ما، وتولي السلطة الإدارية والتجارية بذلك الميناء، وكان هذا المنصب يسند إلى زعماء القوى البحرية العربية إبان القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين)
11 أبريل 2010
شهد الخليج العربي في مطلع القرن الثامن عشر ازدهار القوى العربية وهيمنتها على حركة الملاحة والتجارة. وجاء صعود هذه القوى على إثر الضعف الذي انتاب الدولة الصفوية بعد تعرضها للغزو الأفغاني ثم العثماني ثم الروسي على التوالي، مما أدى إلى انهيارها بحلول عام 1713م. وقد تحدثت المصادر الغربية عن هيمنة العرب على الحركة الملاحية في الخليج العربي، إذ وصف الرحالة كارستن نيبور تراجع الوجود الفارسي في الخليج بقوله: ''يخطئ بعض الجغرافيين إذا اعتبروا أن جزءاً من السواحل العربية كان خاضعاً لملوك العجم، بل العكس هو الصحيح، فقد ملك العرب المناطق الساحلية في الخليج من نهر الفرات إلى نهر الأندوس بأكمله، وتعتبر المستوطنات في هذه المناطق الكبيرة مستوطنات عربية يستخدم فيها الناس اللغة العربية والتقاليد العربية مثل سكان الجزيرة العربية تماماً، ويقال إن العرب استوطنوا هذه المناطق الساحلية منذ قرون عديدة، وهناك مؤشرات تدل على وجود هذه المستوطنات العربية منذ أيام الملوك الساسانيين، كما يوجد تشابه كبير بين حياة السكان القدماء للمنطقة وحياة العرب المعاصرين''(1). وعلى الرغم من وقوع الصراعات والاضطرابات فيما بينهم؛ إلا أن العلاقة بين القوى العربية في طرفي الخليج العربي كانت تتسم في أغلب الأوقات بالتماسك الذي ظهرت آثاره في التعاون الذي قام بينهم لمقاومة النفوذ البرتغالي والهولندي وكذلك الفارسي. ففي عام 1716م توجهت قوات مشتركة من اليعاربة والقواسم للسيطرة على جزيرة قشم لتخليص قبيلة بني معين من التسلط الفارسي، وأسس القواسم فيها محطة تجارية. وفي عام 1717م كادت أن تقع هرمز في يد تحالف بعض القوى العربية لولا تدخل البرتغاليين الذين هرعوا لمساعدة الفرس بقوة كبيرة لفك الحصار عن هرمز(2). وفي محاولة لتدارك ضعف الفرس في مجال القوة البحرية، بذل نادر شاه عام 1735م جهوداً حثيثة لتشييد أسطول بحري جعل من مدينة بوشهر مركزاً له، وأخذ ينقل إليها الأخشاب من مازندران في شمال إيران، وكان قوام بحارة أسطوله من الهنود ومن البرتغاليين، ثم عززه ببعض العناصر العربية التي سرعان ما تمردت عليه عندما طلب منها محاربة أشقائها العرب بعمان في أكتوبر 1738م. وعلى إثر ذلك التمرد انضم البحارة العرب في أسطول نادر شاه إلى إخوانهم في عُمان، فقاموا بمهاجمة الفرس في السواحل العربية من الخليج، وحرقوا أغلب سفنهم في جلفار، مما اضطر نادر شاه للجوء إلى الهولنديين الذين أمدوه بقوة حربية هاجمت القواسم في رأس الخيمة وخورفكان، ولكن هذه القوات منيت كذلك بالهزيمة واضطرت الحملة الفارسية-الهولندية إلى الانسحاب من قشم إلى ميناء كونك(3). إلا أن العرب لم يتمكنوا من المحافظة على وحدتهم وتعاونهم، فدب الخلاف بينهم في منتصف القرن الثامن عشر، وقد وصف نيبور حالة نزاع القوى البحرية العربية بقوله: ''يسيطر الهولة على السواحل من بندر عباس إلى راس بردستان وتملك جميع الموانئ فيها، وتمتد جبال ظهرستان إلى البحر ويتوافر فيها الخشب الذي يقوم الناس بتصديره، وعلى الرغم من هذه الميزات فإن عرب الهولة لا يمارسون الزراعة بل يعيشون على الصيد، وهم من أهل السنة، وقد اشتهروا بالشجاعة لدى جيرانهم، وهم إذا اتحدوا فإن بإمكانهم الاستيلاء على كل المنطقة، لكنهم منقسمون على أنفسهم ويرأس كل مدينة شيخ، ولكن ليس هناك من يستطيع جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم وتنسيق جهودهم، وهكذا يظلون فقراء ضعفاء''(4). وقد تحدث نيبور في تقريره عن القوى البحرية العربية في الساحل الشرقي للخليج العربي، وتحديداً في: جمبرون (بندر عباس)، وهرمز، ولارستان، وقشم، ومخا، وخرج، ونخيلوه، ونابند، وعسيلوه، وكنكون، وبوشهر، وبندر ريق، وصولاً إلى الحويزة التي كانت تخضع لسيطرة بني كعب(5). ووصف القنصل الهولندي نيبهاوزن بوشهر بأنها منطقة عربية، تعود أصول سكانها إلى مناطق شمال مسقط ويسمون البومهير من الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، وكان حاكمها هو ناصر آل مذكور المؤسس لميناء بوشهر(6). وكان من ضمن القوى العربية في الساحل الشرقي للخليج العربي آل حرم، الذين قدموا من ساحل عمان واستقروا في ميناء عيسلوه، وورد في تقرير نيبهاوزن عام 1756م بأنهم كانوا يملكون أربعين سفينة وثلاثمائة رجل مقاتل وكان حاكمهم في تلك الفترة هو: محمد بن ماجد(7). أما في ميناء الطاهرية فقد هيمنت قبيلة النصور(8)، التي كانت تمتلك نحو خمسين سفينة وتسعمائة رجل نصفهم يحمل السلاح وفق تقديرات نيبور الذي أضاف بأن شيخهم هو أغنى الهولة على الساحل، وكان يحصل على مبلغ 14 ألف روبية من ضرائب البحرين التي يقدمها نصر آل مذكور شيخ بوشهر حسب الاتفاق بينهما عندما ساعدوه قبل سنوات على احتلال البحرين واستخلاصها من آل حرم(9). وفي الضفة المقابلة من الخليج العربي، كان بنو خالد يمثلون أكبر قبائل الساحل الغربي من الخليج العربي؛ إذ امتد سلطانهم من قطر جنوباً حتى الكويت وحدود العراق شمالاً. وكان الخوالد قد استولوا على الأحساء من العثمانيين عام 1670م في عهد حاكمهم براك بن غرير. وفي ظل الخوالد تشكل حلف العتوب (في غضون الثلث الأخير من القرن السابع عشر)، وتزعمته عشائر من قبيلة عنزة أبرزهم آل خليفة وآل الصباح والجلاهمة. وبحسب تقرير نيبهاوزن عام 1756م؛ فإن قوتهم البحرية كانت تقدر بحوالي 300 سفينة صغيرة الحجم يستخدمونها للغوص، في حين بلغ تعداد رجالهم المحاربين أربعة آلاف رجل يحملون السلاح. وإضافة إلى العتوب، فقد كان القواسم يشكلون قوة بحرية مهمة، وقد اتخذوا من ميناء صور (رأس الخيمة)، مركزاً لسلطتهم، وقد وصف تقرير نيبهاوزن شيخهم رحمة بن مطر، بأنه: ''أقوى شيوخ المنطقة، وله أتباع عددهم 400 مقاتل مسلحين بالبنادق، ولديه 60 سفينة من الحجم الكبير''(10). أما في عُمان فقد كانت دولة اليعاربة تشهد مرحلة اضطرابات داخلية بلغت ذروتها في عهد الإمام سيف بن سلطان الذي استعان بالفرس للقضاء على خصمه سلطان بن مرشد، ففتح بذلك المجال للتغلغل الفارسي في عهد نادر شاه. وعلى إثر مقتل سلطان بن مرشد ظهر أحمد بن سعيد الذي تولى إدارة صحار في عهد الإمام سيف، وقد نجح أحمد هذا بالتحالف مع القوى العربية الأخرى في تطهير عمان من الهيمنة الفارسية بحلول عام 1744م، مؤسساً بذلك أسرته الحاكمة: أسرة البوسعيد، واستمر أحمد بن سعيد في الحكم حتى وفاته في 15 ديسمبر 1783م(11). والحقيقة هي أن المصادر التاريخية في التاريخ القديم والوسيط والحديث تتضافر لتأكيد حقيقة مفادها أن الخليج العربي بشقيه: الشرقي والغربي قد خضع لهيمنة القوى العربية، التي بسطت نفوذها السياسي وسيطرت على حركة الملاحة والنقل البحري، في حين لم يفلح الفرس في تكوين قوة بحرية تمكنهم من تحقيق طموحاتهم التوسعية في مياه الخليج العربي. 1- الوثيقة (1983) ''الشرق بعيون نيبور، مشاهدات رحالة ألماني عن الشرق منذ أكثر من 200 عام''، مجلة الوثيقة، ع,3 يوليو ,1983 مركز الوثائق التاريخية، البحرين. ص .176 2- أحمد أبو حاكمة (1965) تاريخ شرقي الجزيرة العربية 1750-1800 نشأة وتطور الكويت والبحرين، ترجمة محمد أمين عبد الله، مكتبة الحياة، بيروت. ص 63-.72 3- Verenigde Oostindische Compagnie: 2476, File 182. 4 الوثيقة (1983) ''الشرق بعيون نيبور''، مجلة الوثيقة، مرجع سابق، ع.3 ص .178 5- بنو كعب: قبيلة هاجرت من نجد إلى سواحل الخليج العربي في القرن السابع عشر الميلادي، واتخذوا من الدورق مركزاً لسلطتهم الممتدة على الحدود العثمانية-الفارسية، ونافسهم في النفوذ حكام بوشهر من آل بومهير الذين تعود أصولهم إلى عمان، وقد تحالفت معهم قبائل أخرى كبني صعب وخضعوا جميعاً لحكم ناصر آل مذكور شيخ المطاريش. 6- توفي ناصر آل مذكور عام ,1749 وخلفه ابنه نصر الذي توفي عام .1789 7- يذكر لوريمر بأن آل حرم يعودون في أصولهم إلى الحجاز، وبأنهم انتقلوا إلى فارس مع أبناء عمومتهم بني تميم في حدود عام .1650 ج.ج لوريمر (1976) دليل الخليج، ترجمة مكتب الترجمة بالديوان الأميري، الدوحة. 7/.317 8- النصور: فخذ من الجبور ينتمون إلى غزية انتقلوا إلى اليعيمية شمال القطيف ومنها إلى بر فارس عن طريق جزيرة الزبارة، وكان من أبرز حكامهم الشيخ جبارة النصوري الذي توفي عام 1187هـ/1773م، وخلفه ابنه خاتم الذي استمر حتى وفاته عام 1201هـ/1786م. 9- عبد الرزاق محمد صديق (1993) صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، مطبعة المعارف، الشارقة. ص 103-.105 10- امتدت سلطة القواسم لتشمل المنطقة ما بين جمبرون وراس بردستان على ساحل الخليج العربي، وكانوا في السابق يخضعون لحكم اليعاربة بعمان، وكان إمام عمان اعترف لسلطتهم المستقلة في رأس الخيمة ابتداءً من عام .1762 أحمد مصطفي أبو حاكمة (1970) تاريخ الكويت، الجزء الأول، القسم الأول، مطبعة حكومة الكويت، الكويت، ص 68-.70 11- راشد أبو زيد ووداد النابودة (1998) تاريخ الخليج العربي، دبي. ص 175-.176 ❊ جامعة البحرين
الأحد، 11 أبريل 2010
وصف الهوله في كتاب دليل الخليج (الجزء الثاني)

المقطع الثالث من التعريف:
... لا يستطيع الكثير من عرب الهولة القول الى أية قبيلة عربية ينتمون في نسبهم، و يقول بعضهم بأنهم ينتمون الى قبيلة بني تميم و يقول آخرون أنهم ينتمون الى المرازيق و ليس لهم بالتالي أية مؤسسات أو نظم قبلية، لذا فهم يتزاوجون بحرية فيما بينهم، وهم لا ينقسمون الى بطون و أفخاذ و فروع على نسق القبائل العربية... انتهى
من الواضح بان "لوريمر" يتحدث عن "الهوله" في الساحل العربي و التي تمثل خليط من العرب المنفصلين عن قبائلهم الرئيسية لذا فان وصف لوريمر لهذه القبائل على الساحل الفارسي و ساحل عمان كان مختلفا تماما عن وصف الخليط الهولي في الساحل العربي لذا نجد ان لوريمر يذكر في القسم الجعرافي الجزء السابع، الصفحة 2319، بان قبيلة عبيدل او (العبيدلي) مثلا تنحدر من فرع عبده من قبيلة شمر وانهم اي العبادلة ينقسمون الى بدورهم الى فروع هي:
القسم الرابع من التعريف:
السبت، 10 أبريل 2010
وصف الهوله في كتاب دليل الخليج (الجزء الأول)

توطئة:
يعتبر تعريف المؤرخ الانجليزي ج. ج. لوريمر لمصطلح "هوله" احد اشهر التعاريف المتداوله في الابحاث التي تصدت للكاتبة عن هذه الشريح من سكان حوض الخليج العربي، وبالتالي فانه و من الملاحظ بان جملة من الكتاب نقلوا هذا النص او فهمهم له عن كتاب دليل الخليج و ليس بالضرورة ان يتطابق فهمهم للنص للمعنى الحقيقي الوارد في كتاب دليل الخليج، فهذا الكتاب يفسر بعضه بعض فقراءة النص الجغرافي لا تغني عن قراءة النص التاريخي للوقوف على الصورة كاملة، لذا كان اختيار هذا الموضوع لتجلية معنى مصطلح "هوله" وفقا للنظرة الانجليزية وليس وفقا لفهم الكتاب و المؤرخين الذين اعتمدوا هذا الكتاب كمصدر.
المنهج:
منهجي في قراءة تعريف مصطلح "هوله" الوارد في كتاب الخليج كالتالي:
1. سيتم تقسيم النص الأصلي الى أجزاء بناء على المعلومات الوارده في النص.
2. سنشرح كل جزء وكل مصحلح يرد في التعريف بناء على الكتاب نفسه.
3. سيتم الاستشهاد ببعض الامثلة على فهم المؤرخين للنص.
نص التعريف كما ورد في كتاب دليل الخليج:
الهوله:
مفردها هولي، وهم طبقه من العرب السنيين الذين يقيمون في البحرين و الحسا و قطر و ساحل عمان و جزيرة صري، وكانوا يقيمون لسنوات وربما لأجيال عديدة على الساحل الأيراني من الخليج ثم عادوا أفرادا و جماعات الى الساحل العربي، ولم يكتسبوا اسم "الهوله" لدى اقامتهم في ايران، بل هو لقب أطلقه عليهم العرب عندما عادوا للعيش بينهم مرة أخرى.
لا يستطيع الكثير من عرب الهولة القول الى أية قبيلة عربية ينتمون في نسبهم، و يقول بعضهم بأنهم ينتمون الى قبيلة بني تميم و يقول آخرون أنهم ينتمون الى المرازيق و ليس لهم بالتالي أية مؤسسات أو نظم قبلية، لذا فهم يتزاوجون بحرية فيما بينهم، وهم لا ينقسمون الى بطون و أفخاذ و فروع على نسق القبائل العربية، و لكن بعضهم يشكل مجموعات تعود في نسبها الى أحد الأسلاف، أو ينتسبون الى المكان الذي قدموا منه، ومنهم على سبيل المثال مجموعة آل بو فخرو الذين يشكلون ربع عدد الهوله المقيمين في الدوحة بقطر و مجموعة الكشكنارية الذين يقال أنهم هاجروا من مكان اسمه كشكنار بالقرب من كابندي ايران، على ساحل شيبكوه، وليس من المؤكد امكانية تصنيف المهاندة و السلطة على اساس انهم من الهوله أم لا، حيث ان هاتين القبيلتين احتفظتا بطابعهما القبلي، مع أنهما أقامتا بعض الوقت في ايران، كما تقول بعض المصادر، ولكنه يمكن تصنيف بني مالك المقيمين في قطر على انهم من الهوله.
جميع الهوله مسلمون سنيون، وبعضهم ينتمي الى المذهب المالكي و البعض الآخر للمذهب الشافعي، و قد فقدوا نزعتهم الى القتال و حصروا اهتمامهم بالشؤون التجارية و الصناعات اليدوية و كسب المال على مستويات كبيرة و متواضعة.
يقيم بعض الهوله في البحرين في حالة أنس ولديهم بها 10 منازل و في البديع 50 منزل و الحد 20 منزل و في المنامة 1000 منزل و في مدينة المحرق 2000 منزل، و يمتلكون 200 منزل في مدينة الدوحة بقطر و مثل هذا العدد في الوكرة و يوجد بعضهم وخصوصا من اصحاب الحرف في مدينتي الهفوف و القطيف بالاراضي التابعة لتركيا، ولديهم 300 منزل في بعض مدينة الشارقة في ساحل عمان، و توجد 30 اسرة منهم في جزيرة صري، ويبلغ عدد أفراد الهوله في الساحل العربي 18000 نسمة.
المقطع الاول:
الهوله مفردها هولي، وهم طبقه من العرب السنيين الذين يقيمون في البحرين و الحسا و قطر و ساحل عمان و جزيرة صري...انتهى.
من المقطع الأول نلاحظ بان "لوريمر" يصف "الهوله" بانهم طبقة من العرب السنه المقيمين في البحرين و الاحساء و قطر و ساحل عمان (الامارات) و جزيرة صري، وهذا يعني بان هذا التعريف ما هو الا وصف لحالة شريحة من عرب بر فارس مقيمة في السواحل العربية و بالتالي لا يصح استخدام هذا الوصف عند الحديث عن حالة العرب في الساحل الفارسي وبالتالي فان سحب هذا الوصف دليل على خلل في قراءة النص.
وبما ان التعريف يصف حالة "الهوله" في الساحل العربي في كل من (البحرين و الاحساء و قطر و ساحل عمان و جزيرة صري) لذا ينبغي لنا تتبع هذا الوصف الانجليزي في تلك المناطق:
اولا: البحرين
يذكر "لوريمر" بان الهوله يتواجدون في جزيرة البحرين في كل من المنامة و المحرق و البديع و الحد و حالة ابن أنس وعدد منازلهم فيها 3080 منزل و "الهوله" كالبحارنة هي جماعة وليست قبيلة، و يذكر "لوريمر" ايضا بان الهوله هم أكبر مجتمع سنين من حيث العدد وجميعهم حضر من سكان المدن يعملون في التجارة و لا يوجد بينهم تضامن ونتيجة لذلك فانهم ليسوا مهمين الا من الناحية التجارية... وفي اعتقادي بان وصف لوريمر لعدم وجود تضامن بين الهوله في البحرين أمر طبيعي فجميع هؤلاء مهاجرين من الساحل الايراني نتيجة لظروف و اسباب وازمنه مختلفة لذا فهم عدة اطياف وشرائح غير متجانسه، علما بان عدم التضامن هنا في البحرين لا ينطبق على العرب في بر فارس حيث ان لوريمر يذكر في كتابه هذا بان عرب الساحل الايراني يمتازون بتنظيم قبلي على غرار التنظيمات القبلية العربية في السواحل العربية وهذه القبائل في حالة صراع دائم و مستمر على النفوذ و السلطة.
واما في مدينة المنامة فيذكر لوريمر عدد الهوله الذين يسكنون في المنامة في حي البر وعددهم فيها بـ 5000 نسمه في حين يبلغ عدد بقية السنه فيها (4850) واما الايرانيون السنه فجميعهم من العوضية (عواز) و عددهم 50 نفس، واما الايرانيون الشيعة فعددهم 1500 نفس (الجغرافي الرابع، الصفحة 1464). وما الهوله في المحرق فعددهم 10000 نسمة من اصل 28000 اجمالي السكان اما الايرانيون فعددهم 100 نسمة وهم الوحيدون من الشيعة في المحرق (القسم الجغرافي4، الصفحة 1609)، وهنا يحق لنا السؤال اين ذهبت كل هذه الاعداد الضخمه للهوله.؟ في اعتقادي بانها ذابت في المجتمع البحريني.
ثانيا: الاحساء
بالنسبة لتواجد الهوله في الاحساء فليس لدى "لوريمر" الا هذه المعلومة "يوجد بين السنيين قليل من الناس يدعون الهوله" وهذا دليل على ان تواجد الهوله في واحة الاحساء قليل جدا وغير مهم، للباحث و المتتبع لتاريخ هذه الطائفة من الخليجين.
ثالثا: القطيف
واما في القطيف فيذكر "لوريمر" بان عدد الهوله فيها قليل جدا وهم يتواجدون في المدينة الرئيسية –أي- القطيف او القلعة، وهم يعملون بالصناعات اليدوية وهم سنيون و لا يوجد في القطيف ايرانيون مقيمون بصفة دائمة، ومن وصف لوريمر للهوله في القطيف نلاحظ أيضا الفصل بين الهوله كعرب و الايرانيين كعجم، وفي اعتقادي بان الهوله في القطيف او الاحساء ليست من المواقع الجديرة بالاهتمام في حالة تتبع و دراسة تاريخ طائفة الهوله .
رابعا: قطر
واما عن تواجد الهوله في قطر فيذكر لوريمر بانهم يقيمون في مدينة الدوحة وعددهم فيها 1000 نسمة وجزء اخر منهم يقيمون في مدينة الوكرة و عددهم 1000 نسمه، ربعهم من آل فخرو، واما الايرانيون (العجم) في قطر فعددهم في الدوحة 400 نسمة و في الوكرة 125 نسمة، ويلاحظ هنا الفصل الواضح بين الهوله كعرب و الايرانيين كعجم، وهذا امر يقتضي الالتفات اليه عن دراسة طائفة "الهوله" .
خامسا: جزيرة صري
واما في جزيرة سري يذكر لوريمر بان فيها عدد 30 عائلة من عرب الهوله واصلهم من ساحل عمان المتصالح (دولة الامارت حاليا) وهؤلاء الهوله من المسلمين السنة على المذهب الحنبلي، ومن الجدير بالملاحظه في وصف "لوريمر" لسكان جزيرة "صري" بانه فصل بين الهوله و سكان الجزيرة الاصليين من عرب ابو دستور المهاجرين اصلا الى هذه الجزيرة من منطقة الساحل الايراني ، علما بانه ووفقا لتعريف لوريمر للهوله في منطقتي البحرين و قطر كان من الواجب عليه احتساب ال بو دستور سكان جزيرة "صري" ضمن العدد الاجمالي لطائفة الهوله، ولكن هذا لم يحدث هنا، وذلك عائد الى وعي الوكيل الاخباري الانجليزي في ساحل عمان او في هذه الجزيرة بهوية "الهوله" الحقيقية و الفارق بينها و بين عرب الساحل الفارسي، فما هو هذا الفارق المهم في الوقوف على حقيقة من هم الهوله؟.
سادسا: الشارقة
واما عن سكان الشارقة فيذكر "لوريمر" بان العدد الاجمالي للسكان 15000 نسمة والقبائل الرئيسية فيها هي" الشويهيون 400 منزل، و "الهوله" و السودان 300 منزل لكل منهما، وآل علي و آل بومهير و العبادلة و المطاريش 200 منزل لكل منهم، وال بوشميس من قبيلة النعيم 100 منزل الى جانب 700 منزل من قبائل مختلطة معظمهم عرب و يعرفون بجماعة "حارة السوق"، ومن الملاحظ هنا بان "لوريمر" ووفقا للمصادر الوارده اليه من الشارقة فانه هنا وتحديدا في ساحل الامارات تعرف "الهوله" خلاف "الهوله" في قطر او البحرين يحث ينظرا هنا الى طائفة الهوله على انها قبيلة متجانسة كباقي القبائل العربية الاخرى بخلاف "الهوله" في البحرين وقطر حيث ينظر اليها بانها مجموعه مكونه من خليط من القبائل و الاسر العربية المهاجرة من الساحل الايراني و منها التميمي و المرزوقي و غيرهم، في حين ان وصف الهوله وفقا لمصادر ساحل عمان فان طائفة الهوله القبيلة لا يدخل فيها الافراد من قبيلة آل علي او من قبيلة العبادلة، وهذا الامر يستدعي الاهتمام و التامل الجيد،وخصوصا وان الهوله في المصادر العمانية القديمة ينظر اليها وفقا لنفس المعيار بانها قبيلة مستقلة ظهرت في صور و جلفار و كنج عند مدخل الخليج، فربما ان قبيلة "الهوله" الحقيقية التي نبحث عنها هي هذه القبيلة المستقلة المقيمة في الشارقة وربما هي القبيلة نفسها التي قال عنها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي التالي:
"الهوله" عرب كانوا يعيشون في صحراء الهول في ارض الجزيرة العربية بين الموصل و الرقة على ضفاف نهر الهولي ثم انتقلوا الى جنوب العراق ثم التجأوا الى مملكة هرمز بداية القرن العاشر الهجري.
و نظرا لكون هذه القبيلة المعروفة بالهوله ظهرت في بداية تاريخها في ساحل عمان لذا فلا نستبعد ان تحافظ هذا القبيلة في هذا الموقع على هويتها المميزة لدى السكان، واعتقد بان فرع القاسم او بيت قاسم الذين عروفوا لاحقا بالقواسم هم شيوخ هذه القبيلة العراقية التي تحدث عنها الشيخ القاسمي ووصفهم بانهم مهاجرين من العراق وقت ازدهار مملكة هرمز، وان صحت هذه الفرضية يكون من المبرر جدا تسمية كل القبائل المتحالفة من "الهوله" بالهوله بالحلف السياسي، وبالتالي يكون من المبرر عدم معرفة جميع الفروع بمعنى مصطلح "هوله" و انكار الانتماء له.
وبعد الانتهاء من استعراض مناطق تواجد الهوله في الساحل العربي وفقا لوصف "لوريمر" لا بد لنا من التنبيه الى ان التقارير الانجليزية التي اعتمد عليها لوريمر لم تذكر بان طائفة الهوله تتواجد في الكويت وهذه نقطه مهمه، في حين يذكر لوريمر بان الجالية الايرانية التي تسكن الكويت عددهم 1000 نسمه ولا يسكنون حيا منفصلا بل هم موزعون في سائر المدينة "الكويت" وجميعهم يقيمون اقامة دائمة في الكويت، ومع ذلك فهم يروحون و يجيئون بحرية بين الكويت و الاماكن التي ينحدرون منها أصلا في ايران، وجميع مسلموا الكويت سنة باستثناء الايرانيون و البحارنه و بعض الحساوية الذين يتمذهبون بالمذهب الشيعي... الجغرافي الربع ص 1307.
المقطع الثاني من التعريف:
قريبا جدا الحلقة الثانية....
الخميس، 8 أبريل 2010
قريبا....
بين حيقيقة التعريف الانجليزي للهوله للمصطلح... و التفسير الخاطئ للتعريف
الثلاثاء، 6 أبريل 2010
يوم الدفع في ارامكو سنة 1949م
يوم الدفع في ارامكو حيث يستلم الموظفين السعوديين رواتبهم بمعدل مرتين في الشهر، و يتم الدفع بالريالات الفضية التي تعادل 30 سنت أمريكي، و يتم سكها في مدينة فيلادلفيا لصالح الحكومة السعودية. الظهران 1949م
ويظهرالتاجر الكبير حمد بن عبدالعزيز القصيبي يريح قدميه العاريتين فوق أكياس كبيرة من الريالات الفضية بينما يقوم بعد أرباحه الناتجة من بيع المواد الغذائية و الملابس و المواد المتفرقة على الموظفين السعوديين في ارامكو
الأحد، 4 أبريل 2010
حين تصبح العنصرية مقدسة!
في فيلم «الميسيسيبي تحترق» (Mississippi Burning)، تقوم جماعة من العنصريين بقتل عدد من السود، وتنجو من العقاب، وذلك بفضل تعاون الشرطة المحلية معهم، الذين كان بعض أفرادها أعضاء في جماعة «الكوكس كلان» العنصرية.
وعندما تتدخل السلطات الفيدرالية في التحقيق في هذه القضية، لا يتعاون معهم أحد، فقد كانت العنصرية هي السائدة بين الجميع، على الرغم من أن القوانين تحرمها، ولكن القانون إن كان يحرم شيئا فإنه لا يلغي ما زُرع في النفوس منذ الصغر، على صفحة جاءت إلى الدنيا بيضاء نقية، وفطرة كانت سليمة نقية، إذ كانت العنصرية تُسقى للرضيع مع حليب الأم في ولايات الجنوب الأميركي.
لم يتعاون مع المحققين الفدراليين إلا زوجة رئيس الشرطة في تلك المدينة الصغيرة في ولاية الميسيسيبي، الذي كان متورطا في عمليات القتل والتستر على عنصريين آخرين، وذلك في صحوة ضمير مفاجئة للزوجة بعد تلك الجرائم المروعة، ودار بينها وبين المحقق الفيدرالي نقاش في غاية الأهمية. قالت، ودموعها تسبق كلماتها: إن الحقد والعنصرية شيئان لا يولدان مع الشخص، ولكنهما يلقنان له منذ الصغر. علمونا في المدرسة - تقول بطلة الفيلم - أن الفصل العنصري وتفوق عرق على عرق هو أمر طبيعي، بل هو إرادة الرب منذ أن خلق الإنسان، وهو موجود في «الكتاب المقدس»، وتحديدا في «سفر التكوين»، في الإصحاح التاسع، الآية 27. العنصرية - تقول بطلة الفيلم - لقنت لنا في كل دقيقة من حياتنا، ولكنها لم تولد معنا.
ومن باب الفضول، رجعت إلى «الكتاب المقدس»، وإلى تلك الآية تحديدا، فوجدت أن نصها يقول: «ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبدا لهم»، وفي الآية 26 يصب نوح لعناته على حام، ويلحق به ابنه في الآية التالية، ولفهم سياق هذه الآية لا بد من معرفة قصة النبي نوح التوراتية مع بنيه بعد انتهاء الطوفان.تقول القصة التوراتية، إن نوحا بعد انتهاء الطوفان ونجاة من معه في الفلك، عصر خمرا وشرب حتى سكر، ثم نام عريانا، ومثل هذه القصص تتكرر كثيرا في العهد القديم من الكتاب المقدس، بالإضافة إلى قصص زنى المحارم، فدخل عليه ابنه حام - له ثلاثة من الأبناء: سام، وحام، ويافث - ورآه على تلك الحالة فضحك، إلا أن ساما قام على الفور بتغطية عورة أبيه. فلما نهض نوح من النوم، وعلم بالقصة، بارك ابنه ساما، وحل غضبه على حام، وجعله ونسله - ومنهم كنعان المذكور في الآية السابقة، الذي هو جد الفلسطينيين - عبيدا لسام ونسله، وأنزل يافث المحايد في منزلة بين المنزلتين. بطبيعة الحال، فإنه من المعلوم أن بني إسرائيل يحتكرون ساما بصفته جدهم وحدهم، على الرغم من أن ساما كما هو مأثور، جد لأقوام آخرين، منهم العرب، وذلك على افتراض صحة الوجود التاريخي لسام، وهو ما يشكك فيه مؤرخو التوراة أنفسهم. كما أنه من المعلوم أن العهد القديم هو كتاب سياسي في المقام الأول، كُتب بعد موسى بقرون كثيرة، يُشرعنّ دينيا لأهداف بني إسرائيل وغاياتهم، وبخاصة فيما يتعلق بالصراع على «أرض كنعان»، أو الأرض التي جُعلت «أرض ميعاد» لنسل إبراهيم من ابنه إسحاق فقط، بصفته ابن الزوجة الحرة، ولذلك نجد أن نوحا يخُص كنعان بلعنة العبودية، على الرغم من أنه لا علاقة له ولا ذنب فيما اقترفه أبوه من ذنب، وذلك على افتراض أن أباه اقترف ذنبا، إذ إنه ضحك على منظر مضحك فعلا حسب الرواية التوراتية، فهل يستحق أن يُصبح عبدا هو ونسله حتى لو افترضنا أنه أجرم بضحكه؟ ولكنها المآرب الدنيوية التي تستغل كلمات الرب، أو ما يُزعم أنها كلمات الرب، وتحويرها من أجل مصالح محددة، وغايات محددة.المهم في الموضوع هو تبيان كيف تُستغل النصوص المقدسة لدى هذا الشعب أو ذاك، في تبرير أمور لا علاقة لها بالمقدس ذاته، على الرغم من الشك في قدسية بعض النصوص، وذلك مثل كثير من قصص العهد القديم، التي وضعت لأهداف لا علاقة لها بالرب أو إرادة الرب، وإلا فهل يُعقل أن تُلعن شعوبا بأسرها مثلا، ويُحكم عليها بالعبودية لمجرد أن جدها الأكبر ضحك من شيء يبعث على الضحك فعلا؟ والمسألة حقيقة ليست قاصرة على العهد القديم من «الكتاب المقدس» لدى المسيحيين واليهود، ولكننا نجده في الأديان كلها، حين يُبتسر نص ما، أو يأول نص ما، من أجل تبرير سياسة معينة أو وضع معين، كما فعل الجنوب الأميركي في تبريره «المقدس» للعبودية، من خلال استخدام نصوص «مقدسة»، أو أُضفيت إليها قداسة مزعومة.العنصرية والكراهية والبغضاء وغيرها من أمراض الجنس البشري، موجودة في كل زمان ومكان، ولها سندها النظري الذي يشرعنّ لها، كأن يكون ذلك آيديولوجيا قومية عرقية كالنازية مثلا، أو قبلية متعالية، أو وطنية شوفينية لا ترى نفسها ولا تحقق ذاتها إلا من خلال رفض كل آخر مختلف، أو حتى ثقافة ترى أن لها خصوصية تسمو بها على مختلف الثقافات. ولكن أسوأ مبررات أمراض الجنس البشري إنما تكمن في التبرير الديني لها، كما في قصة نوح وأولاده، حيث إنها تجعل من هذه الأمراض، والعنصرية من أشدها، أمرا له علاقة برب السماوات والأرض، وبالتالي فهي أمر مقدس لا يجوز المساس به، وهكذا بُررت العبودية مثلا على اختلاف الأزمان والعصور. أن تكون المبررات النظرية لأمراض الجنس البشري مسألة آيديولوجية أو ثقافية أو اجتماعية، كما في الحالة الإغريقية مثلا، حين اتفق فلاسفة الإغريق، وعلى رأسهم أرسطو، على أن العبد يولد عبدا لأنه كذلك بطبيعته، وأن المرأة مشابهة للعبد في طبيعتها، مسألة قابلة للنقاش ويمكن معارضتها ومحاولة إزالتها، حتى لو كان ذلك صادما للمجتمع وقيمه الموروثة، فالمسألة برمتها لا قدسية لها، على الرغم من رسوخها في العمق الثقافي والاجتماعي، و على الرغم من أن البعض يُضفي قدسية معينة على العادات والتقاليد، ويجعل منها ندا للمقدس ذاته، ولكن حين تُربط المسألة بالإرادة الإلهية، فإن القدسية المُضفاة عليها تجعلها غير قابلة للنقاش، وصادمة للمقدس في النفوس، ويُصبح لحمها سما زعافا، وبالتالي فإن من يمسها إنما يمس إرادة الإله ذاته، وهنا تكمن المعضلة الكبرى.
اللجوء إلى الحيلة الدينية في محاولة إضفاء المقدس على المدنس من أمراض الجنس البشري، كالعنصرية والبغضاء من دون سند حقيقي، من قبل جماعات ذات مصلحة دنيوية لا علاقة له بعالم الغيب الذي هو جوهر الأديان كلها، ومن قبل مستفيدين من إضفاء رداء القدسية على أوضاع مدنسة، مسألة نجدها في كل زمان ومكان، وسواء كنا نتحدث عن كهنة بابل وآشور وزرادشت ومصر وجبل الأوليمب، أو كنا نتحدث عن هيكل سليمان وكنيسة المسيح.
القضية هنا لا تتعلق بالأديان ذاتها، ولا بنصوصها المقدسة، وشتان بين الدين ذاته وتاريخ الدين.وعودة إلى الفيلم، فإن السلطات الفيدرالية تستطيع في النهاية كشف الجانين، وتقديمهم إلى المحاكمة حيث ينالون عقابهم، ولكن ذلك لا يُلغي العنصرية الكامنة في النفوس، والتي تنتظر الفرصة للتعبير عن نفسها المريضة. شيء جميل أن تكون هناك قوانين تحرم ممارسات النفس المريضة، وشيء جميل أن تكون هنالك عقوبات تردع جرائم النفس العليلة، ولكن ذلك لا يكفي ما دامت جرثومة المرض كامنة في النفوس. الحل الجذري لأمراض النفس البشرية بقتل جرثومة المرض، واجتثاث نبتة العلة، وذلك بعدم بذر بذور العنصرية والكراهية ورفض الآخر، وغيرها من علل، ونثر بذور الحب والتسامح والمساواة في النفس الإنسانية، لا بمجرد التبشير بذلك أو الدعوة لذلك، ولكن بتجريم كل دعوة مسمومة، وكل محاولة لبذر بذور الكره والبغضاء في النفوس الغضة أولا، وأقصد بذلك الأطفال، فمن الطفل الجديد يأتي المجتمع الجديد.. فهل نحن فاعلون؟
السبت، 3 أبريل 2010
تأمل في كلام الخبير الحكيم...
الموضوع القادم....
وصف عرب الهوله في كتاب دليل الخليج و القراءة الخاطئة للمعنى